تاريخ الكلاسيكو: صراع ريال مدريد وبرشلونة الذي لا ينتهي
تاريخ الكلاسيكو: صراع ريال مدريد وبرشلونة الذي لا ينتهي
تاريخ الكلاسيكو: صراع ريال مدريد وبرشلونة تُعد مباراة كلاسيكو الأرض بين ريال مدريد وبرشلونة واحدة من أعظم المواجهات في تاريخ كرة القدم، حيث لا تقتصر على المنافسة داخل الملعب فقط، بل تمتد لتشمل الصراع التاريخي بين العاصمة مدريد ومدينة برشلونة، وبين الهوية الإسبانية والقومية الكتالونية. ويُعتبر هذا اللقاء حدثًا كرويًا عالميًا ينتظره الملايين في كل أنحاء العالم لمتابعة نجوم الكرة وهم يقدمون واحدة من أشرس المواجهات الكروية على الإطلاق.
نبذة عن الكلاسيكو وأهم تفاصيله
انطلقت أول مواجهة بين ريال مدريد وبرشلونة في 13 مايو 1902 ضمن بطولة كأس التتويج، حيث فاز برشلونة بنتيجة 3–1. ومنذ ذلك الحين، تحول اللقاء إلى ملحمة كروية لا تُنسى.
بلغ عدد المواجهات الرسمية بين الفريقين 260 مباراة، إضافة إلى 43 ودية، ليصبح المجموع 303 لقاءات، وهو رقم يُبرز عمق هذا الصراع الطويل.
يتفوّق ريال مدريد في عدد الانتصارات الرسمية بـ 105 فوزًا، بينما يملك برشلونة اليد العليا في مجموع المباريات الرسمية والودية بـ 129 انتصارًا.
أما أكبر نتيجة في تاريخ الكلاسيكو فكانت فوز ريال مدريد 11–1 على برشلونة في نصف نهائي كأس إسبانيا عام 1943.
نجوم صنعوا التاريخ
مرّ على الكلاسيكو نجوم لا يُنسون، أبرزهم ليونيل ميسي الذي يُعد الهداف التاريخي للمواجهات بـ 26 هدفًا، يليه كل من ألفريدو دي ستيفانو وكريستيانو رونالدو بـ 18 هدفًا لكل منهما.
أما من حيث عدد المشاركات، فيُعد سيرجيو بوسكيتس أكثر من لعب في الكلاسيكو بـ 48 مواجهة، وهو رقم يعكس استمرارية الصراع بين جيلٍ وآخر.
المواجهة الأخيرة والكلاسيكو القادم
آخر مواجهة بين ريال مدريد وبرشلونة كانت في 11 مايو 2025 ضمن الجولة الأخيرة من الدوري الإسباني موسم 2024–25، وشهدت إثارة كبيرة انتهت بفوز برشلونة بنتيجة 4 – 3 بعد مباراة حافلة بالأهداف والندية حتى الدقائق الأخيرة.
أما المواجهة القادمة، هي يوم 26/10/2025 التي تقام على ملعب البرنابيو ملعب ريال مدريد
أكثر من مجرد مباراة
الكلاسيكو ليس لقاءً كرويًا فحسب، بل هو حدث عالمي يتابعه أكثر من 650 مليون مشاهد حول العالم، وفقًا لإحصاءات عام 2017.
ويجمع بين الناديين إرثٌ كروي هائل؛ إذ يمتلكان معًا 20 لقبًا في دوري أبطال أوروبا، و63 بطولة دوري محلي.
ويُعد ريال مدريد وبرشلونة من أغنى الأندية عالميًا؛ فريال مدريد تصدر قائمة فوربس عام 2015 بقيمة 3.263 مليار دولار، يليه برشلونة بقيمة 3.163 مليار دولار.
الشعبية والجماهيرية
تختلف الدراسات حول من الأكثر جماهيرية، فوفق دراسة جامعة هارفارد (2007)، ريال مدريد هو النادي الأكثر شعبية في إسبانيا بنسبة 32٪، بينما برشلونة يحظى بدعم 25٪.
لكن استطلاع عام 2011 أظهر تفوق برشلونة بنسبة 44٪ مقابل 37٪ لريال مدريد، فيما أكدت وكالة «+ماركت» الألمانية عام 2010 أن برشلونة أكثر شعبية على مستوى أوروبا، إذ يمتلك 57.8 مليون مشجع مقارنة بـ 31.3 مليون لمنافسه الملكي.
الصراع المالي والتجاري
يحصد الناديان أرباحًا ضخمة من حقوق البث التلفزيوني تصل إلى نحو 280 مليون يورو سنويًا مناصفةً، إضافة إلى عائدات التسويق والرعاية.
كما تُقدّر قيمة العلامة التجارية لريال مدريد بـ 482 مليون يورو مقابل 444 مليون يورو لبرشلونة وفقًا لتقرير «براند فايننس».
تاريخ تأسيس ريال مدريد وبرشلونة وصراع الكلاسيكو الممتد عبر الأجيال
يُعتبر الكلاسيكو بين ريال مدريد وبرشلونة أكثر من مجرد مباراة كرة قدم، فهو ملحمة تجمع بين التاريخ والسياسة والهوية، وصراع طويل بدأ منذ أكثر من قرن. لفهم جذور هذا الصدام، لا بد من العودة إلى تأسيس الناديين، ثم التعمق في أسباب العداء الذي جعل الكلاسيكو يُلقب بـ«كلاسيكو الأرض».
تأسيس نادي برشلونة
في نهاية القرن التاسع عشر، وتحديدًا في 22 أكتوبر 1899، نشر السويسري خوان غامبر إعلانًا في صحيفة لوس ديبورتس يدعو فيه عشاق كرة القدم في برشلونة لتأسيس نادٍ جديد للعبة. بعد أيام، استجاب مجموعة من المهتمين، وعُقد الاجتماع الأول في 29 نوفمبر 1899 داخل جيمناسيو سولي بحضور 11 لاعبًا من جنسيات مختلفة، كان أبرزهم:
والتر وايلد (أول رئيس للنادي)، لويس دوسو، بارتيمو تيراداس، أوتو ماير، كارليس بجول، وجون وويليام بارسونز.
من ذلك الاجتماع وُلد نادي برشلونة لكرة القدم، الذي تحول لاحقًا إلى أحد أعمدة الرياضة العالمية، وأصبح رمزًا لإقليم كتالونيا وهويته المستقلة.
تأسيس نادي ريال مدريد
بدأت كرة القدم بالانتشار في العاصمة الإسبانية مدريد في نهاية القرن التاسع عشر عن طريق مجموعة من الأساتذة والطلاب الإسبان الذين درسوا في جامعات أوكسفورد وكامبريدج البريطانية.
وفي عام 1897 أنشأ هؤلاء فريقًا صغيرًا باسم سكاي فوتبول كلوب. لكن الانقسامات لاحقًا أدت إلى ظهور عدة أندية محلية حتى تأسس في 6 مارس 1902 فريق جديد تحت اسم مدريد فوتبول كلوب، وهو الاسم الذي تطور لاحقًا إلى ريال مدريد بعدما منحه الملك ألفونسو الثالث عشر اللقب الملكي عام 1920، ليصبح الفريق رسميًا رمزًا للعاصمة وللدولة الإسبانية.
بداية الصراع بين مدريد وبرشلونة
لم يكن التنافس بين الناديين مجرد سباق على البطولات، بل أصبح انعكاسًا لصراع سياسي وثقافي بين مدريد المركزية وبرشلونة الكتالونية.
أبناء إقليم كتالونيا رأوا في نادي برشلونة تجسيدًا لهويتهم وثقافتهم الخاصة، بينما اعتُبر ريال مدريد ممثلًا للحكومة المركزية في العاصمة.
مع مرور الزمن، اتخذت المواجهات بينهما طابعًا سياسيًا، إذ أصبحت انتخابات إدارات الناديين نفسها ذات طابع أيديولوجي أكثر من كونها رياضية.
الحرب الأهلية وتأثيرها على الكلاسيكو
خلال الحرب الأهلية الإسبانية التي اندلعت عام 1936 بين الجمهوريين (المؤيدين لبرشلونة) والقوميين (المؤيدين لمدريد تحت حكم الجنرال فرانسيسكو فرانكو) اشتدت حدة العداء.
أُعدم جوسب سونال، رئيس برشلونة وعضو اليسار الكتالوني، دون محاكمة، وأصبح شعار النادي «أكثر من مجرد نادٍ» (Més que un club) رمزًا للمقاومة الكتالونية ضد القمع السياسي، في وقت لم يُسمح فيه بأي هوية سوى الهوية الإسبانية الرسمية.
ورغم ذلك، حافظت بعض إدارات برشلونة على علاقات محدودة مع النظام لتجنب الحظر، بينما رأى الكتالونيون في ريال مدريد “نادي المؤسسة” المقرب من النظام الحاكم.
تاريخ الكلاسيكو: صراع ريال مدريد وبرشلونة الذي لا ينتهي
أول كلاسيكو رسمي
أُقيمت أول مباراة رسمية بين ريال مدريد وبرشلونة في 13 مايو 1902 ضمن كأس التتويج، وانتهت بفوز برشلونة بنتيجة 3–1. منذ ذلك اليوم، بدأت قصة الكلاسيكو التي تحولت إلى صراع دائم داخل وخارج الملعب.
مباراة الـ 11–1 الشهيرة
في 13 يونيو 1943، حقق ريال مدريد فوزًا كاسحًا على برشلونة بنتيجة 11–1 في إياب نصف نهائي كأس ملك إسبانيا، بعد أن خسر ذهابًا 0–3 في كتالونيا.
كانت الأجواء متوترة إلى أقصى درجة؛ فقد تم منع جماهير برشلونة من السفر إلى مدريد، وتعرض لاعبوهم للمضايقات قبل وأثناء المباراة.
أحرز سابينو باريناغا أربعة أهداف، فيما أضاف زملاؤه سبعة أخرى وسط أداء استثنائي من ريال مدريد واستسلام تام من لاعبي برشلونة.
تسببت المباراة في أزمة كبيرة، واستقال رئيس برشلونة بينيرو احتجاجًا على ما وصفه بـ”يوم العار في تشامارتن”.
ورغم أن الصحف المدريدية احتفت بالنتيجة، فإنها بقيت لاحقًا علامة مثيرة للجدل في تاريخ الكلاسيكو، وأصبحت ذكرى مؤلمة في الذاكرة الكتالونية.
انتقال ألفريدو دي ستيفانو: الشرارة الجديدة
في الخمسينيات، اشتعلت نار العداء مجددًا مع قضية انتقال دي ستيفانو، المهاجم الأرجنتيني الأسطوري.
اللاعب كان قريبًا من الانضمام إلى برشلونة، لكن خلافات إدارية وتدخلات من الاتحاد الإسباني أدت إلى تحويل الصفقة إلى ريال مدريد، الذي سيطر بعدها على أوروبا لسنوات بفضل تألق دي ستيفانو.
خلاصة الكلاسيكو: أكثر من كرة قدم
يبقى كلاسيكو الأرض مواجهة تتجاوز المستطيل الأخضر، إذ يجسد التاريخ، والسياسة، والشغف، والمال، والنجومية في حدثٍ واحد.
ريال مدريد وبرشلونة ليسا مجرد ناديين، بل هما رمزان لقوتين تتصارعان على الزعامة داخل إسبانيا وعلى قمة كرة القدم العالمية.
رأت جماهير برشلونة أن هذا الحدث دليل على تحيز السلطات للنادي الملكي، بينما اعتبره مشجعو ريال مدريد انتصارًا شرعيًا في صراع دائم على الزعامة.
منذ عام 1902 وحتى اليوم، خاض الفريقان أكثر من 300 مواجهة في مختلف البطولات، لكن القصة لا تتوقف عند الأرقام.
الكلاسيكو هو انعكاس لهوية شعبين داخل بلد واحد، وصراع يتجدد كل عام بين الأبيض الملكي والأزرق والأحمر الكتالوني.
ومهما تغيّرت الأجيال، ستظل مباراة ريال مدريد وبرشلونة أكثر من مجرد كرة قدم، بل حدثًا ثقافيًا وسياسيًا ورياضيًا يوحّد العالم على شغفٍ واحد.
اقراء المزيد عن الكلاسيكو في ويكبيديا
ترتيب الدورى الاسباني علي موقعنا يلا شوت 365
تابع البث المباشر لمباراة الكلاسيكو القادمة والموافقه ليوم 26/10/2025 علي موقعنا يلا شوت 365
